عرض المقال
الطبيب الخائن والسمسار الخسيس
2013-09-17 الثلاثاء
ما فعله طبيب السمعيات الذى سجل للرئيس مبارك خلسة أثناء علاجه أقل ما يقال عنه إنه خيانة ونذالة وخسة وتدنٍّ أخلاقى ولا بد أن يُطرد هذا الأفاك اللص من نقابة الأطباء فوراً؛ لأنه لا يستحق لقب طبيب؛ فهو قد استغل ضعف سمع المريض وعدم انتباهه وحاجته إليه لعلاجه من مرضه وقام بفعلته الخبيثة الخسيسة لقاء 300 ألف جنيه، لكن هل ستحقق معه النقابة؟ أشك، وأتمنى أن تغلب النقابة روح المهنية وتضع جانباً خلافها السياسى كنقابة معظمها إخوان مع «مبارك» وتغلب روح المهنية حتى تحتفظ بنقاء ثوب المهنة الأبيض الناصع، هل د. خيرى عبدالدايم، النقيب المشارك فى صياغة دستور مصر المستقبل، يرضى عن هذا التصرف؟ وإن كان راضياً هل ينفذ هذا على أرض الواقع ويخرج ليفضح مرضاه على الملأ ويقول عن سياسى كبير يعالجه إن جلطة القلب عنده أثرت على أدائه الجنسى مثلاً؟! لو وافق النقيب على هذا التصرف المشين فليخبرنا حتى نقيم نقيبنا من جديد ويعرف من انتخبه أنه موافق على ومتحمس لهذه التصرفات الصبيانية الرخيصة، لكنى ما زلت أراهن على ضمير النقيب الإنسانى قبل الطبى، الذى سيجعله يُعلى من قيم المهنة الراسخة الأبدية على حسابات الانتخابات الوقتية الزائلة، كم من الجرائم ترتكب باسمك أيها السبق الصحفى، كم من الخطايا تحدث وكم من الكوارث تتم تحت لافتة التنافس الإعلامى، نافس فى أى شىء واستغل أى مهنة من الممكن أن نسامحك ونتجاوز بعض الشىء، لكن كما يقول العامة «كله كوم والطب كوم تانى»، فأنت تتعرى أمام طبيبك جسدياً ونفسياً أيضاً ولا تفكر للحظة أنك أمام محقق نيابة أو مفتش شرطة يتربص بزلات لسانك، لكنك أمام الشخص الوحيد فى العالم الذى تفضفض له دون تحفظ أو موانع أو أسوار أو حواجز، إن طبيبك هو خزانة أسرارك أكثر من أبيك وأمك؛ ولذلك إذا خانك فقد انهارت الثقة ودفن الاطمئنان والأمان إلى الأبد، إن الطبيب هو النافذة الوحيدة التى لن تكشفك وجهاز الأشعة المتفرد الذى لن يفضحك والترمومتر المتميز الذى سيحتفظ بدرجة حرارة نزواتك وجنونك، هذا الطبيب الذى سجل لـ«مبارك» باع ضميره وخان مهنته لقاء البنكنوت، ماذا سيفعل هذا الطبيب الخائن؟ هل سيشترى بالـ300 ألف سيارة مرسيدس؟ طز!! فعلاً طز، فماذا سيكسب هذا الطبيب إذا كسب المرسيدس وخسر نفسه؟! اللعنة على طبيب جعل من جسد مريضه صفقة سمسرة.